يحتفل بعض من أجزاء الحكومة بمئوية الدولة، وقلت بعض لاتني لم اشهد احتفالا وطنيا بحجم رقم 100! الذي اعترض عليه لان عمر الأردن أكثر من هذا.
الأردن كما باقي الكرة الأرضية عمرها مليارات السنوات، والحضارات على أرضها راسخة فهذه بتراء الانباط وفسيفساء البيزنطيين وديكا بولس الرومان، ومقامات الصحابة وقصور الأمويين، وقبل هذا وبعده اثأر الأنبياء وهم الرابط الأقوى والأصدق بين السماء والأرض. بل يُروى أن مواطنا بسيطا هاله مرة كمية التزلف والنفاق لمسؤول فأراد أن يرده لصوابه فقال أن ادم عليه السلام عندما مر من الأردن وجد أهل الطفيلة يعدون الشاي. تلك هي الأردن القديمة والمستقبل والتي لم تقبل أن تعيش على ارث حجارة الانباط مثلا لتبقى دوما جزءا من حاضرة الأمة وضميرها.
أما إن كان المقصود بمئوية الدولة هو تأسيس أمارة شرق الأردن نواة المملكة الأردنية الهاشمية، فمئوية الدولة ليست 2021، هي قبل هذا أو بعده. وعام 1921 بالذات ليس إلا عام كبيسة جاء لاستكمال جهد الشعب الأردني الحائر حيرة كل العرب والمسلمين ليشكل مؤتمر أم قيس 1920 نواة مبايعة أمير عربي يكمل حلم دولة بلاد الشام، وهو عام وصول الامير عبدالله لمعان. أفلا يستحق كل هذا أن تكون المئوية هي ذكرى أم قيس! أو لماذا لا تكون ذكرى المئوية عام 1922 عندما اعتمد اسم أمارة شرق الأردن بدلا من الحكومة المركزية لشرق الأردن؟ أو ذكرى استقلالية الأمارة عام 1929؟ أو ذكرى استقلال الأمارة عام 1946 وإعلانها المملكة الأردنية الهاشمية؟
بزيادة أو نقصان عام او اكثر نعيش ذكرى المئوية الأخيرة للأردن، (وكلمة الأخيرة هي وصف رقمي للتأكيد على الامتداد التاريخي)، وفي نهاية هذه المية سنة الأخيرة ظل الشعب تائها كما بداها، لا يشعر انه شريك في الحكم كما أراد الدستور والدليل تغنيه بذكرى وصفي الذي بات يوم وفاته ولك أن تقول استشهاده إن أردت يوما للتذكر والتذكير أننا لا نملك رجالات دولة، تؤسس مشاريع أو تدافع عما تم إنجازه خاصة مع وصول ذكرى وصفي هذا العام الى الخمسين وهي نصف المئة، مع التأكيد لأمانة النقل أن خمسين وصفي قد تقل عاما (1971- 2020) أو تزيد قليلا (1919-1971).
مع بداية قرن جديد لا يملك شعبي رجلا كوصفي، وإن قال أحد هم كثر فأقول ليس مثل وصفي من ينام بانتظار الفرصة ليصبح قائدا وطنيا. داعيا من يريد أردنا أفضل أن يكف عن لطميات وصفي ويعمل لمشروع وطني عسى أن يكون قريبا.
م. ابراهيم محمد أبو زيد