حزب الشراكة والإنقاذ
المؤتمر العام الثاني (السبت 9/11/2019)
كلمة د. عيده المطلق قناة رئيسة المؤتمر العام
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السيدات والسادة الضيوف الكرام المحترمين كل باسمه ولقبه
السيدات والسادة المحترمين أعضاء المؤتمر العام لحزب الشراكة والإنقاذ .. السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
أرحب بكم أجمل الترحيب وأشكركم على مشاركتنا حفل افتتاح المؤتمر العام لحزب الشراكة والإنقاذ ؛ ونحمد الله جلت قدرته على سلامة أخينا أيمن صندوقة ، وقد تم تغييبه واحتجاز حريته قسرا وظلماً واستهدافاً لأربعة شهور عجاف !
الأخوات والأخوة : ينعقد مؤتمرنا اليوم في مرحلة تشهد تحولات خطيرة ، لعل أخطرَها ذلك الاستهداف الوجودي للأمة، والسعي المحموم لتصفية قضية فلسطين، ومعها كل أشكال الاستقلال والسيادة الوطنية، مما وضعنا إزاء أزمة وجودية وبنيوية عميقة، من عناوينها البائسة:
1. تحالف خبيث بين قوى الهيمنة الصهيو/ أمريكية وأنظمة الاستبداد في المنطقة؛ نشأ عنه تبعية مذلة وتفريط بمقدرات الأوطان وممتلكاتها وثرواتها وجل مصادرها السيادية ومرتكزات الصمود لديها !
2. انسداد سياسي ، وإضعاف للدولة وتآكل سيادتها وولايتها العامة وترهل مؤسساتها، و تطاول على جميع السلطات بما فيها القضاء؛ فثمة تجليات غير مسبوقة لقضاء مرعوب حيث هناك توسع في التجريم ، وتكييف للتهم، وتلاعب بالقوانين واستصدار لأحكام مسيسة ما أنزل الله بها من عدل، دليلنا ما حدث لأخينا أيمن صندوقة وما يحدث مع نظرائه من الناشطين والحراكيين، مما يتسبب في إيذاء سمعة القضاء كحصن للعدالة وملاذ للمظلومين !
3. تحالف غير مقدس بين حيتان المال والدولة العميقة وقوى الفساد والاستبداد؛ ومن مخرجاته المؤلمة نهب المال العام وتبديد الثروات ، وارتهان مستقبل الأجيال بمديونية تتضاعف بمتوالية هندسية .. ناهيك عما نحن فيه من تردٍ اقتصادي واجتماعي ومعيشي وارتكاس غالبية الناس في الفقر بمستوياته المختلفة ، وترد ثقافي وأخلاقي وقيمي نال الأسرة و الهوية والنسيج الاجتماعي .
4. ديمقراطية ديكورية، انتخاباتها مسرحية تفتقر لأبسط معايير الحرية والنزاهة والشفافية وتكافؤ الفرص في التنافس الحر الشريف .
5. انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان ، وتطاول مستمر على الحريات العامة ، وتوسع ممنهج في الاعتقال وقمع النشطاء وتكميم الأفواه ؛ وإشاعة الفتن وممارسة التضليل والاغتيال المعنوي للوطنيين والأحرار، وتكريس (فوبيا الأحزاب) وشيطنتها وإيذاء نشطائها، وتفكيك بناها، واختراق مؤسساتها ومشاغلتها.
6. استثمار إرهابي ( في الإرهاب ) الذي أطلق بالأصل كحامل من حوامل مشروع الهيمنة الصهيو أمريكية ؛ وأصبح اليوم شرط ضرورة لاستمرارية أنظمة الاستبداد وتفكيك الأوطان.
الأخوات والأخوة : ولكن وبالرغم مما يكتنف هذا المشهد من تشوه ، فإننا لنؤكد بأن حزب الشراكة والإنقاذ كنظرائه من الأحزاب ينطلق من مبادئ ارتضاها واستمد مشروعيته على أساسها ، وهذه المبادئ غير معروضة للمساومة أو الصفقات السياسية ؛ فنحن عازمون (ومعا قادرون) على النضال من أجل:
1. أردن منيع غير قابل للبيع أو الارتهان أو الانتقاص ، ومواطن سيد في وطنه عزيز في أهله، حر في خياراته ، عصي على كل أشكال الفساد والإفساد والتخريب الاجتماعي والاخلاقي !
2. دولة المواطنة الآمنة المستقرة بالحرية والعدالة وكرامة الإنسان ، والتزام مؤسساتها العسكرية والأمنية بواجباتها ووظائفها الدستورية دونما تطاول على باقي السلطات والمؤسسات !
3. دولة ديمقراطية سيدة تقوم على دستور يجعل الشعب مصدرا لكل سلطة ومشروعية ، ويكفل الحقوق والحريات والسيادة والولاية العامة وينظم الصلاحيات والسلطات ويفصل بينها، ويكفل استقلال القضاء، والتداول السلمي للسلطة بانتخابات حرة نزيهة تعبر عن الإرادة الحرة للأردنيين.
4. دولة تقيم علاقاتها مع الدول على الندية والاحترام المتبادل لا التبعية والدونية والاستخفاف والارتزاق، وتسعى إلى تنمية مستقلة مستدامة ، الإنسان محورها و غايتها ووسيلتها !
أما على صعيد الارتقاء في الأداء الحزبي فإننا في حزب الشراكة والإنقاذ عازمون و (معا قادرون ) على :
1. الإلتزام بخياراتنا المبدأية في الشراكة وبناء الجسور ، واستيعاب الاختلاف والتعايش مع الآخر والعمل معه ؛ باعتبارها خيارات استراتيجية لا مواقف تكتيكية تمليها مصالح آنية أو إكراهات عابرة.
2. تعزيز المؤسسية الحزبية وفق معايير الحوكمة الرشيدة!
والتأهيل المستمر لجميع الأطر الحزبية والإفادة من الخبرات والتجارب التراكمية والارتقاء بقيم العمل الجماعي!
3. الارتقاء بدور النساء والشباب ، وإطلاق إمكاناتهم وإبداعاتهم وتمكينهم من القيام بواجباتهم وأدوارهم باعتبارهم روافع النهضة ومحركات التغيير .
4. مكافحة فوبيا الأحزاب مع شركاء الوطن والمصير من الأحزاب والقوى السياسية والشخصيات الوطنية !
5. تنمية موارد الحزب البشرية والمادية والمالية وترشيدها.
الأخوات والأخوة
حالنا لا يحتمل التأجيل فلننهض جميعا بالمسؤولية قبل أن نصحو على غير وطن ؛ ولنتعاهد على أن نعظم المشتركات وما أكثرها ؛ ونضيق الاختلافات وما أقلها ، ونعزز تماسكنا وصمودنا ؛ فالشراكة وسيلتنا وهدفنا.. و (معا قادرون). { رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} (صدق الله العظيم).
وأهلا ومرحبا بكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.