انس الجمل، شابٌ حراكيّ، يعيشُ وعائلتهُ من بسطةٍ في إربد. مثل تلك البسطات التي يلوذُ بها الناسُ في بلادنا، بحثاً عن سلعٍ لا توفرها المولاتُ الكبرى، ولا تحتملها الجيوبُ، وتحرصُ السلطاتُ على مهاجمتها ومصادرتها بفظاظة وقسوة، تطبيقاً لشعار “سيادة القانون” المزدهر جداً في المئوية الثانية، ولئلا تتأثرَ سلاسلُ “كالفن كلاين” العالمية، بمنافسةِ أردنيين ممنوعين من العمل، يبيعون 4 جرابات بدينار!.أنس من مُعتقلي 24 آذار. لكنه ارتكبَ جريمةً كبرى، لا يمكنُ الصفحُ عنها، أو تجاوزها، فَلَم يُفرج عنه. لقد هتفَ وتكلمَ الشابُ وكتبَ، وتلك أخطرُ الجرائم في بلادٍ، تحضُّ فيها السلطةُ ورجالاتها الشبابَ على “استثمار اللحظة التاريخية، والانخراط في المشاركة السياسية والأحزاب”. للمفارقة أنس عضوٌ في حزب “الشراكة والإنقاذ”..!أنس متهمٌ الآن بـ”تعكير صفو العلاقة مع دولة أجنبية”. وكما تعلمون، هذه تهمةٌ بلاغية، صاغها المُشرِّعُ الأردني، بذكاءٍ يحسده عليه عبدالقاهر الجرجاني نفسهُ، حينما شبَّهَ العلاقةَ بين الدول بالعلاقة بين العشّاق، تتكدَّرُ وتصفو، وأجرى الاستعارة، وأبقى شيئاً من لوازمها، على سبيل الكوميديا، والأسى..!.أنس الجمل، واسمهُ الحركيُّ والحراكيّ “الهتّيف”، بفضلِ حنجرته العالية والنقيّة في الاحتجاج على الفساد والاستبداد، ناشطٌ أيضاً في مقاومة التطبيع الرسمي الأردني والعربي مع العدو الإسرائيلي منذ سنوات، وتهمته في “تعكير الصفو” عقوبتها السجن 5 سنوات، وفقاً للمادة 118 من قانون العقوبات، والمُشرِّعُ إيّاهُ؛ الشغوفُ بالبلاغة لم يشترطْ وقوعَ الضرر على الدولة الأجنبية، أو على الأردن لإدانة المتهم.!.5 سنوات تنتظرُ الهتّيف، لئلا يهتفَ أبداً، ولا حتى ينادي على 4 جرابات بدينار..!#حزب_الشراكة_والإنقاذ#الهتيف#باسل_الرفايعة
المنشور السابق
مؤتمر صحفي \الشراكة و الانقاذ
المنشور التالي