ندين ونشجب بأشد العبارات ما قامت به السلطة وأجهزتها الأمنية اليوم من منع الاعتصام السلمي الذي دعت إليه نقابة المعلمين، حيث أغلقت كافة المداخل المؤدية إلى الدوار الرابع، وحولت المنطقة الواقعة بين الدوار الثالث والدوار الخامس إلى ثكنة عسكرية، ومنعت وصول عشرات الحافلات والسيارات الخاصة من المحافظات إلى العاصمة عمان، وفوق ذلك أقدمت على اعتقال مئات المواطنين، والاعتداء عليهم بالضرب بالهراوات، مما أدى إلى إصابة العشرات ونقلهم إلى المستشفيات، في مشهد تجاوزت فيه السلطة حدود القانون والدستور، ولم تقم أي اعتبار لحرمة السيدات وكبار السن.
إن ما يجري في البلاد اليوم يتجاوز كل حدود المنطق السياسي والاجتماعي والقانوني، ويتجاوز قضية المعلمين ومطالبهم، ويؤكد أن هذه السلطة وأجهزتها ليست معنية بالسلم المجتمعي ووحدة الشعب في مواجهة المؤامرات الخارجية الواقعة عليه، بل إنها تضع الأجهزة الأمنية في مواجهة الشعب دفاعا عن قرارات معيبة، ثبت بطلانها قانونيا، وتجاوزها على مؤسسة وطنية تمثل إرادة المعلمين، ونرى أن سلوك السلطة سيؤدي إلى تفتيت المجتمع وإضعاف مؤسساته، مما يجعله لقمة سائغة لفرض حلول لا يقبلها المخلصون في هذا الوطن.
إن اللحظة التاريخية التي نواجهها اليوم تستوجب تكاتف كافة قوى المجتمع الحية، والوصول إلى تفاهمات تفضي إلى حماية هذا الوطن وأجياله القادمة، ولكننا نظن أن أصحاب السلطة في بلدنا لا يسيرون في هذا الاتجاه، ويظنون أنهم بإجراءاتهم القمعية واعتقالاتهم للقوى الشعبية قادرون على وقف الحراك الشعبي، ولكنهم واهمون، وسيبقى هذا الوطن عصيا على كل المؤامرات والصفقات والتسويات، وستنتصر في النهاية إرادة الشعب على كل من يحاول الوقوف أمام حرّيته وإرادته.
حفظ الله الأردن عزيزا حرا صامدا، ولا نامت أعين الجبناء.
الأربعاء 29/7/2020م
الموقعون على البيان:
لجنة المتابعة الوطنية
حزب الشراكة والإنقاذ
حزب الوحدة الشعبية
حزب الحياة
التيار الديمقراطي التقدمي
الحراك الأردني الموحد
الحراك الأردني (كرامة)
اتحاد النقابات العمالية المستقلة