حراك سياسي محموم قبل تنصيب الرئيس الأميركي الجديد، ومحاولة لترميم التحالفات الاقليمية لتقديم رواية صلبة لفريق الرئيس بايدن، ويمكننا ملاحظة ذلك من النافذة الأردنية وعبر ما رشح من أخبار (وهي في العادة لا تتجاوز 10% مما يحصل فعليا على الأرض) ومنها التطورات التالية:
- لقاء في ابو ظبي جمع قيادات الأردن والإمارات البحرين (لبحث قضايا المنطقة).
- لقاء (سري) لنتنياهو مع القيادة السعودية (بالرغم من نفي السعودية ذلك).
- ستقبال الرئيس الأرميني في عمان وبحث عدد من القضايا معه، ومنها موضوع الاقليم المتنازع عليه ناغورونو كارا باخ. (معلوماتي الشخصية المحدودة لا أجد أي مبررات للزيارة إلا ضمن التحالفات الاقليمية في مواجهة التحالف التركي) آملين من وزارة خارجيتنا الموقرة اعلامنا عن أي مبررات أخرى.
- محادثة طويلة بين وزير خارجيتنا مع وزير خارجية روسيا يوم أمس، لبحث قضايا المنطقة.
- محادثات وزيارات متعددة بين الأردن والسلطة لدعم حل الدولتين (وهذا الأمر يمكن فهمه لمحاولة إلغاء صفقة القرن أو التخفيف من وطأتها).
في ظل نقص المعلومات لا نستطيع الحكم على جدوى تلك التحركات، وفي أي اتجاه يتم توظيفها من الناحية الاستراتيجية، ولكنني أعتقد أن التوسع في لعب الأدوار نيابة عن آخرين مسألة محفوفة بالمخاطر، وأظن أن المناورة في ظل إدارة بايدن ممكنة للتحرر من القيود التي أجبرتنا عليها إدارة ترمب خلال المرحلة السابقة، ولكن ذلك يتطلب إرادة سياسية صلبة.
أعلم أننا لسنا دولة عظمى كي نفرض أجندة على المنطقة، ولسنا في وضع اقتصادي سليم يمكننا من تغيير التحالفات بسهولة، ولكننا نأمل أن تكون دائما مصلحة الوطن ومستقبل الأجيال مقدم على ما سواه.
كتب الدكتور خالد حسنين.