فيما كان العدو الصهيوني يرتب لاقتحام مدينة جنين وارتكاب مجزرته البشعة فيها ، وبينما ينظم وزير أمن الكيان لمزيد من الاقتحامات والاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك ، وفي خطوة يرفضها الشعب الأردني -ويرفض كل المسار والسياق الذي تأتي فيه- تم استقبال رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو في عمّان قبل أيام!
وبكل استخفاف بعقول الأردنيين طالعَنا الإعلامُ الرسمي زاعما أن نتنياهو قد تلقى خلال زيارته ما يشبه التوجيهات والمحددات من الأردن حول استمرار الوصاية على المقدسات وحول بقاء الوضع القانوني للمسجد الأقصى على ما هو عليه، والجميع يعلم أن هذا عكس البرنامج المعلن لحكومة نتنياهو ورموزها اليمينية المتطرفة، وقد جاءت التصرفات العاجلة لحكومة العدو بما يكشف محاولة الخداع والتزوير التي مارسها الإعلام الرسمي ويضع التساؤلات حول حقيقة محتوى الزيارة وما دار فيها.
وفي ضوء المستجدات في فلسطين والمنطقة فإن حزب الشراكة والإنقاذ يؤكد على ما يلي:
أولا : إن الأمة العربية- وفي مقدمتها الشعب الأردني- تتوق إلى نصرة حقيقية لأهلنا في فلسطين ولقضيتهم العادلة ونضالهم المشروع وتتوق أيضا للدفاع عن القدس والأقصى.. وإن هذه النصرة لا تكون بالوعود الكاذبة ولا بالاستمرار في مسار اتفاقيات الذل والعار التي بدأت باللقاءات السرية مع قادة العدو ومرت بكامب ديفد ومدريد وأوسلو ووادي عربة ووصلت إلى اتفاقيات التطبيع الاقتصادي ومساعي إدماج العدو في المنطقة وبسط هيمنته عليها بالكامل…
ثانيا: إن واجب الأنظمة العربية هو القيام بما تمليه إرادة الشعوب في مواجهة هذا العدو وكسر غطرسته وإيقاف مشروعه، وعليه فعلى كل نظام عربي التوقف عن الخداع وأن يكاشف شعبه حول المحددات التي تقف دون تحقيق متطلبات المواجهة والنصرة الحقيقية، حتى تتحمل الشعوب مسؤوليتها وتقوم بدورها دون وصاية من أنظمة عجزت أن تحقق الحد الأدنى من الكرامة للأمة سواء في مواجهة عدوها أو حتى في تحقيق أبسط متطلبات العيش الكريم.
ثالثا: يدعو حزب الشراكة والإنقاذ جميع الأحزاب والقوى الوطنية والنقابات والحراكات إلى مغادرة مربع معالجة القضايا بشكل مجزّأ ، حيث ظهر للجميع في كل المنعطفات والقضايا أن جذر كل المشاكل واحد ويتمثل في غياب الإرادة الشعبية عن المشهد واستمرار حالة الاستبداد بالسلطة..
أما آن لنا جميعا أن ندرك أن تغييب الإرادة الشعبية عن شؤون الدولة صغيرها وكبيرها سيظل هو وحده مصدر العجز في كل شيء ؟! ليس فقط العجز عن مواجهة العدو الصهيوني بل والعجز في علاج مشكلاتنا الاقتصادية والاجتماعية وتدني مستوى الخدمات التعليمية والصحية وتفاقم البطالة واستشراء الفساد وغيرها..
وبناء عليه فإن من يريد أن ينتصر لفلسطين والأقصى ولأبطال جنين المجاهدين لا يمكنه فعل ذلك وهو لما ينتصر بعد لحق الشعب في أن تكون له إرادة نافذة في إدارة شؤون الدولة واتخاذ المواقف فيها في كل الشؤون الداخلية والخارجية ، ومساءلة ومحاسبة كل من يمارس السلطة ويتخذ القرار فيها بأي مستوى.
رابعا : إن مسرحية تعليق التعاون الأمني مع العدو لا تنطلي على أحد، والواجب على السلطة الفلسطينية قطع كل أشكال التعامل والتواصل مع العدو حقيقة لا تمثيلا ، وإعلان إنهاء اتفاقية أوسلو عمليا بما يمارسه الاحتلال على الأرض، وبهذا تزول موجبات الانقسام الفلسطيني وتتوحد الجهود تحت شعار مقاومة الاحتلال ودحره وليس السلام معه.
رحم الله شهداءنا الأبطال في جنين المجد والصمود ، وتحية للمقاومة الفلسطينية بكل أفرادها وفصائلها، وحمى الله القدس والأقصى ، وحفظ الأردن من كيد المتآمرين عليه.
حزب الشراكة والإنقاذ
عمان 27/ 1 / 2023